المرور السعودي يحذّر: استخدام الجوال أثناء القيادة يُعرّضك لهذه الغرامة

الإدارة العامة للمرور السعودي.
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

في خطوة تهدف إلى تعزيز السلامة المرورية والحد من الحوادث الناتجة عن التشتت الذهني، شدّدت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية على أن استخدام الهاتف المحمول باليد أثناء القيادة يُعد مخالفة مرورية صريحة، تستوجب الغرامة المالية، وقد تصل قيمتها إلى 900 ريال.

وأوضحت الإدارة، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "X"، أن الإمساك بالجوال واستخدامه أثناء القيادة يُشكّل خطرًا مباشرًا على السائق ومستخدمي الطريق الآخرين، حيث يُضعف التركيز ويُقلل من قدرة السائق على اتخاذ القرارات في اللحظة المناسبة، مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
إقرأ ايضاً:اكتتاب "طيران ناس" يُغطى بالكامل خلال دقائق ويجمع مليارات الريالات في دليل على ثقة المستثمريناستعدادات مكثفة في جدة لموسم الحج 1446: رقابة، نظافة، وخدمات متكاملة

وتندرج هذه المخالفة ضمن جدول المخالفات المرورية رقم (4)، والذي ينص على فرض غرامة مالية لا تقل عن 500 ريال ولا تزيد على 900 ريال عند استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة المركبة، ويأتي ذلك في إطار تطبيق أنظمة المرور الصارمة، التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي والانضباط المروري في الشوارع والطرق السريعة.

وتؤكد الإدارة العامة للمرور أن التوعية بمخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة تُعد من أولوياتها، إذ يُشكّل الهاتف المحمول مصدرًا رئيسيًا للتشتت الذهني، الذي يُعد من أكثر مسببات الحوادث على مستوى العالم، وليس فقط في المملكة.

وبحسب دراسات مرورية عالمية، فإن احتمال تعرض السائق لحادث مروري يزداد بنسبة تصل إلى أربع مرات في حال استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، سواء عبر المكالمات أو الرسائل النصية أو تصفح الإنترنت، ويرجع ذلك إلى أن استخدام الهاتف يُقلل من قدرة السائق على الاستجابة الفورية للمواقف الطارئة، ويشتت نظره عن الطريق، ويدفعه في كثير من الأحيان إلى القيادة بسرعات غير مستقرة أو اتخاذ قرارات غير مدروسة.

ويُشير خبراء السلامة المرورية إلى أن الثواني التي يُبعد فيها السائق عينيه عن الطريق من أجل الرد على رسالة أو إجراء مكالمة، كافية لوقوع حادث قد تكون عواقبه وخيمة، خصوصًا في الطرق السريعة التي تتطلب يقظة تامة وسرعة استجابة عالية.

وفي هذا السياق، شدّدت الإدارة العامة للمرور على أن الحفاظ على سلامة السائقين والركّاب والمشاة تبدأ من الالتزام بقواعد المرور، وأهمها الامتناع التام عن استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، ودعت السائقين إلى استخدام الوسائل التقنية الحديثة، مثل أنظمة البلوتوث أو المكالمات الصوتية عبر الأوامر، في حال الضرورة القصوى للتواصل أثناء القيادة، على أن يكون ذلك بطريقة آمنة لا تُخل بتركيز السائق أو تُعرض الآخرين للخطر.

كما ناشدت الإدارة كافة مستخدمي الطريق بأن يكونوا قدوة في الالتزام والوعي، مؤكدة أن كل مخالفة صغيرة قد تُكلّف حياة إنسان، وأضافت: "لحظة استخدام الهاتف قد تكون سببًا في حادث لا يُمكن تداركه، فاجعل سلامتك وسلامة الآخرين أولويتك الدائمة".

وتسعى الإدارة العامة للمرور إلى الحد من هذه الظاهرة من خلال حملات توعوية دورية تُسلّط الضوء على خطورة استخدام الهاتف أثناء القيادة، كما تعمل على تعزيز ثقافة القيادة الآمنة بين المواطنين والمقيمين على حد سواء، من خلال التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، مثل وزارة التعليم، ووسائل الإعلام، والمنصات الاجتماعية.

وتُركز هذه الحملات على إيصال رسالة واضحة مفادها أن "الهاتف يمكنه الانتظار، لكن الحياة لا تنتظر"، وهو الشعار الذي تبنّته العديد من الدول حول العالم في جهودها لمكافحة حوادث التشتيت الذهني الناتج عن استخدام الأجهزة الذكية.

ومن الجدير بالذكر أن أنظمة المرور السعودية لا تُفرّق بين السائقين من حيث الجنسية أو نوع المركبة أو وجهتها، فجميع المخالفات تُسجل آليًا عبر أجهزة الرصد المنتشرة على الطرق، ويُعامل كل مخالف وفقًا للقانون دون استثناء، وتشمل المخالفات المتعلقة باستخدام الهاتف أثناء القيادة كلاً من إجراء المكالمات، وإرسال الرسائل، وتصفح التطبيقات، وحتى التصوير أو تسجيل الفيديو أثناء القيادة.

وتُؤكد الإحصائيات الرسمية أن نسبة ملحوظة من الحوادث المرورية الجسيمة في المملكة كان سببها الرئيسي هو التشتت الناتج عن استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وهو ما دفع السلطات إلى تشديد الرقابة والغرامات، وتوسيع استخدام أنظمة الرصد الآلي لضبط هذا النوع من المخالفات.

وختامًا، فإن التطور التكنولوجي، رغم فوائده الكبيرة، قد يتحوّل إلى أداة خطر إن أُسيء استخدامه، خاصة في بيئات تحتاج إلى تركيز كامل مثل القيادة، وتبقى مسؤولية السائقين، أفرادًا ومؤسسات، أن يجعلوا من القيادة نشاطًا آمنًا يخلو من المشتتات، ويضمن لهم ولغيرهم الوصول إلى وجهاتهم بسلام.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook