الهند وباكستان: الاشتباكات تعود وتكسر وقف اطلاق النار وتثير الخوف والتوتر مجدداً

الهند وباكستان صراع متجدد بعد وقف اطلاق نار هش
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter
آخر تحديث

في تطور مفاجئ يعيد شبح التوتر إلى شبه القارة الهندية، اندلعت اشتباكات جديدة بين الهند وباكستان على طول خط السيطرة في إقليم كشمير المتنازع عليه، بعد ساعات قليلة من إعلان وقف إطلاق نار بوساطات سعودية وأمريكية، حيث أفادت تقارير عسكرية بتبادل إطلاق نار كثيف وهجمات بطائرات مسيرة، مما أثار مخاوف من تصعيد قد يهدد استقرار المنطقة، ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من المحادثات التي أشاد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كخطوة نحو التهدئة.

 
إقرأ ايضاً:ثمانية تستحوذ على "كوميدي بود" لتغزو عالم الكوميديا بإنتاجات صوتية ومرئية ومسرحية بعد البودكاستاليوم الأحد إعلان نتائج أرباح أرامكو وسط توقعات بانخفاض كبير

بدأت الاشتباكات فجر اليوم السبت، 10 مايو 2025، عندما أعلن مسؤولون هنود عن رصد هجمات بطائرات مسيرة باكستانية استهدفت مواقع في منطقة سريناغار بولاية جامو وكشمير، وردت القوات الهندية بقصف مدفعي مكثف استهدف نقاطا عسكرية باكستانية عبر الحدود، فيما أكد متحدث باسم الجيش الباكستاني أن قواته ردت بحزم على ما وصفه بـ"الانتهاكات الهندية"، مما أدى إلى سقوط ضحايا من الجانبين، دون تأكيد أرقام محددة حتى الآن.

 

يعود السبب المباشر لهذا التصعيد إلى هجوم وقع في 22 أبريل الماضي في مدينة باهالغام السياحية بكشمير، أسفر عن مقتل 26 شخصا، حيث اتهمت الهند جماعات مسلحة مدعومة من باكستان بتنفيذه، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة، وتلا ذلك سلسلة غارات جوية هندية استهدفت مواقع داخل باكستان، قالت نيودلهي إنها بنية تحتية للإرهاب، بينما ردت باكستان بقصف صاروخي وإسقاط طائرات هندية، مما أدى إلى توتر غير مسبوق قبل إعلان وقف إطلاق النار.

 

رغم الوساطة الأمريكية التي أفضت إلى اتفاق الهدنة، يبدو أن الثقة بين الطرفين لا تزال هشة، حيث اتهم وزير الخارجية الهندي فيكرام مصري باكستان بانتهاك الاتفاق مرارا، داعيا إلى اتخاذ إجراءات صارمة، في المقابل، نفى وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار أي انتهاك من جانب بلاده، مؤكدا أن الهند هي من بدأت الاستفزازات، وتشير هذه التصريحات إلى استمرار الخلافات العميقة بين البلدين.

 

يثير هذا التصعيد قلق المجتمع الدولي، خاصة أن الهند وباكستان دولتان نوويتان، وأي تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وقد دعت الأمم المتحدة الطرفين إلى ضبط النفس واستئناف الحوار، بينما أكدت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة تواصل اتصالاتها مع نيودلهي وإسلام آباد لمنع انزلاق الوضع إلى حرب شاملة، لكن التوترات المستمرة تشير إلى صعوبة تحقيق استقرار دائم في المنطقة.

 

يضع إقليم كشمير، الذي يمثل جوهر الصراع بين الهند وباكستان منذ استقلال البلدين عام 1947، المنطقة في مفترق طرق خطير، فالخلافات الحدودية والسياسية، إلى جانب التوترات الداخلية في كلا البلدين، تغذي دوامة العنف، ويخشى المراقبون أن تؤدي هذه الاشتباكات إلى إغلاق المجال الجوي وتعطيل التجارة، كما حدث في الجولات السابقة من التصعيد، مما يزيد من معاناة السكان المحليين.

 

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الجهود الدبلوماسية من احتواء الأزمة، أم أن المنطقة على أعتاب مواجهة أوسع؟ يتطلب الأمر حوارا جادا يتجاوز الاتهامات المتبادلة، مع التركيز على حل النزاع في كشمير بشكل سلمي، وإلا فإن شبح الحرب سيظل يخيم على شبه القارة الهندية، مهددا الاستقرار الإقليمي والدولي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook